وجيهة الحجار تكتب: آيات الرفاعي ضحية جديدة.. ومسببات العنف مازالت قائمة!

أثارت قضية “آيات الرفاعي” سجالاً في الشارع ومن أكثر المفارقات وضوحاً كان ظهور المجتمع مصدوماً بعملية تعنيف المرأة، وكأنه للتو اكتشف أن ثمة ظلم وعنف في بنية المجتمع… وعلى الرغم من انتشار السادية في كل مفاصل المجتمع دون تمييز جندري فإن التعامل مع أسباب هذه السادية لازال خارج الحسابات، وهنا نتذكر “كولن ويلسون” في كتابه “أصول الدافع الجنسي” عندما قال أنه” من الواضح أن السادية مرتبطة بالحاجة إلى تأكيد الذات . وهي في الوقت ذاته لا تنفصل عن فكرة الهزيمة . [فالسادي إنسان منهزم داخلياََ] وهو بمعنى من المعاني قد جعل ظهره إلى الجدار “

وأمام هذه الحقيقة نجد أن المطالبة بتعديل القوانين وجعلها حازمة لن يكون كافياً أبداً، فالمسألة في جذورها تنطلق من هزيمة الإنسان وتعويضه لنفسه عن هذه الهزيمة بساديته، التي قد تكون عنفاً ضد المرأة، وقد تكون موقفاً ما، وقد تكون تنمراً في الشارع، وبغض النظر عن أي بعد جندري!!

وبالمقابل فإن استضعاف المرأة ليس مرتبطا بالعامل العضلي بقدر ماهو مرتبط بالعامل الاقتصادي، “وهذا ما يفسر تزايد حالات الطلاق بين السوريين في أوربا”

إن الأمان الاقتصادي يرفع من قوة المرأة ويزيد من خياراتها/كما يفعل مع الرجل، ومن هنا قد تحتال العشيرة ويحتال المجتمع على القانون، وتنتهي أكبر المشكلات والجرائم “بعقدة راية، أو صلحاً عشائرياً” ولكن وحده استقلال المرأة اقتصادياً وتأمين ضمان مالي لها، في حال قررت الرحيل عن زوج ظالم هو ما يحميها، وإلا ستبقى رهينة عدم الخروج عن الطاعة!!!

لذلك يبدو لنا أنه مهما كانت القوانين صارمة، فإن الاقتصاد هو الحامل الأقوى والأساسي للصراع، وبدون حماية اقتصادية للفرد، فإن الصراع لن ينتهي مهما ارتقت القوانين.

شارك

Share on facebook