فواز خيو يكتب: شهداء وثورات وتاريخ ونحن!

أشعر بحزن حين تلفظ كلمة شهيد، واتساءل عن قوافل من ضحايانا عبر التاريخ، من اجل ماذا ذهبوا وتركوا وراءهم حسرات الأهل؟

هل تم الحصول على نتيجة مشرفة مقابل هذا الثمن الباهض؟
كل الثورات تم اغتيالها وتولى التجار قطف ثمارها وصار الناس يترحمون على ثاروا ضدهم.
وكل الحروب التي اتخذت صفة التحرير توجت بالأوسمة من لم يخضها.
منذ 110 اعوام نحتفل بعيد الشهداء ونلطم لأن 21 رجلا من خيرة رجالنا علقهم جمال باشا السفاح .
ركزوا على كلمة /السفاح/.
21 شخصا فقط، هؤلاء أقل من فطور صباحي للكثير من الأنظمة العربية، يضاف إليه المتبلات بمختلف أنواعها.

حين أسس الفتحاويون دويلتهم في رام الله، وخلال الشهرين الأوائل قتل تسعة فلسطينيين تحت التعذيب، وخلال ثلاثين عاما لم يقتل في سجون التوحش الاسرائيلي هذا العدد تحت التعذيب، ونرى كيف يخرج المساجين من سجون “الإمبريالية المستعمرة” بأفضل صحة والبعض درس الجامعات، بينما اذا خرجوا من السجون العربية فهم هياكل عظمية.

والله لقد قتلت الأنظمة والحكومات العربية آلاف اضعاف الذين قتلهم الاستعمار.
من سجن تازما مارت الرهيب في المغرب حتى الخليج، يستشهد تحت الأرض الآلاف وبأشنع ما يحصل.

وكله يدفع الثمن ثم يدور ويرجع الى نقطة البدء .

في إحدى قرى ريف دمشق،
كان أبو حسين إمام الجامع هو المالك وهو سيد المنطقة، مارس القهر ضد الجمبع، واشتكوا للوالي العثماني مرارا، ولكي يستريحوا منه قرروا جميعا أن يذهبوا الى الكنيسة ويتمسحوا كي لا يعود له سلطة عليهم.
رحب بهم البطرك وعمدهم وهو يودعهم على الباب قال لهم : أنا كثير سعيد فيكن، والصبح إجا أبو حسين تمسح وعيناه عندكن خوري للكنيسة.

شارك

Share on facebook