موفق مسعود يكتب: سبابات

سبابة 1:
أتوجه نحوك .
هكذا بكل وضوح تحت الشمس.
وما أنا إلا سبابة .. !
ربما أكون مجرد سؤال عالق في كفّ إحدى ضحاياك، ويتحتم علي كي أعيش في جسدٍ حيّ أو ميت، أن أُشير إليك..

الحقيقة أن هذا ما يجعلتي سبابة، لأن السبابة يا أفندي هي ذروة الإشارة، سابقة القول، سيدة الأسئلة، هي ثمرتها في لحظةِ احتدامِ الأسباب والنهوض الساحر، ها أنا أنهض بين الأكف .. لا يهمني كمّ الكلام المذبوح والرخيص والنظريات والخطابات الرعناء التي تتبادلونها أنتم القتلة .. إنني أعيش وحسب في جسدٍ حي أو ميت.. لا فرق يُذكر .. وعليّ أن أستقيم مشيرة إليك هكذا في وضح النهار .

سبابة 2 : OK أنا في الإنتظار .
/أوكي /.. أنا في الإنتظار.. أقولها ثم أتنهد وأنتظر وأفكر صامتاً في أنها أكثر العبارات تداولاً وأكثرها صدقاً وخفوتاً .. جميعنا نقولها، وإن علت نبرتنا فإن صوتنا لحظة نقولها يخرج مهشماً وكأنه كأس محطم وقد جمعت أجزاؤه وتم لصقها كيفما اتفق .. كأن جسداً يتهاوى في أعماق بئرٍ بلا قرار …
/ أوكي../ أنا موافق أن أكون منتظراً على أن أُهزم ..

حتى لو كان الوقوف وحيداً في أرضٍ بلا ملامح للواقفين هو الهزيمة بعينها .. لكن لا بأس فأنا السبابة الواقفة في قبضة من لا يُهزم … الإنتظار !

سبابة 3 :
أحب القفز بين ذرات التراب، أن أرقص مع الوحل النظيف والصلصال، أحب ملامسة الجذوع العارية للأشجار والتدحرج حرةً على هضاب الجسد ووديانه السحيقة.
أحب ملامسة الورق.. أحب اللعب .. أحب غناء الحناجر حولي آن الحصاد .. أحب السلام الحار…عناق الأصابع .. لكن أرجوك ، أنا الواقفة أمام الزناد، لا تقصم ظهري كي أنكسر من الوسط ، كي أضغط راكعةً على زنادك الملتبس بخوفك مما أُحب .!

شارك

Share on facebook