(قصة قصيرة لليافعين 14-16 / وفوق ال85 من العمر)
تمطى الحلزون بجسده المخاطي ليحيط قوقعة الصغير الذي يخاف أصوات صرار الليل وحفيف الأفاعي على الأوراق الناشفة ، كان الصغير يمسك موبايله ويتفرج على فيديو لبطريق يصفع بطريقاً آخر بالخطأ … ضحك الصغير كثيراً حتى اهتزت قوقعته الطرية .. حينها نزع الأب الموبايل من يد الحلزون الصغير الذي سال مخاطه اللزج الدافئ من شدة البكاء قائلاً بصوته الحنون الدافئ : يا ولدي … إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يضحك لان بطريقاً صفع بطريقاً آخر بالخطأ..!
احمرت أوداج الصغير اللزجة وهجس بصوت محبوس
ــ ولكن …
قاطعه الأب وتابع بصوته الأجش :
السخرية يا ولدي هي واحدة من أمهات المعرفة، لقد كانت أنثى فاحشة من فاتنات المعبد الأول للسؤال .. كانت تهز ردفيها إمام الإله ثم تشتمه وترحل… وبعد آلاف السنين، صار للمعرفة مخالب .. فحبست أمها ( السخرية ) بين فخذي المقدس وسمتها بالعاهرة.. فصارت /عاهرة مقدسة / محبوسة بين جدران المفارقة التي تثير الضحك معرفيا، بينما لا يصفع البشر بعضهم بعضا بالخطأ كي يضحكوا .. إنهم يصنعون الموت لهم ولنا … وهكذا فالسخرية هي واحدة من أمهات المعرفة،.. كانت تهز ردفيها امام الإله ثم تشتمه وترحل وبعد آلاف السنين.
توقف الأب عن الكلام
بخخخخخ بششششش
عند هذه اللحظة نام الحلزون الصغير حالماً بالسخرية كيف تهز ردفيها على قرع الطبول أمام الكون تحت ضوء القمر .