رسم نور نصرالله

ربيع مرشد يكتب: نباتي بالصرماية!

الأضواء قوية بفجاجة، تعمي العيون إن تجرأت ونظرت، ثلاث كاميرات مفتوحة ومتسلطة بوقاحة عاهرة تنظّر بالشرف، المذيع نصف الأنيق ذو الشعر الأسود اللامع يبدأ مقابلته بابتسامة بلهاء: “وهل أنت مرتاح هكذا يا عم؟”.

الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة: “الحمد الله”.
المذيع الأبله: “أخبرنا عن تجربتك في إقلاعك عن الدَسَم”.
الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة: “يا سلاااام، شغلي غير شكل”.
المذيع الأبله: “يعني تريد القول بأنه شعور رائع، أليس كذلك؟”.
الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة (زافراً): “لا حول ولا قوة إلا بالله”.
الصحفي الأبله: “يعني أنت تشجع هذا الشعب أن يكون نباتياً؟”.
الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة (ساخراً): “ما بدّو تشجيع، رايح لحالو”.
الصحفي الأبله: “يعني أنت تنصحنا بالأطعمة النباتية؟”.
الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة: “يا لطيف، معلوم”.
الصحفي الأبله (يتحدّث رشّاً): “يعني لا لحمة لا كباب لا طاووق لا شاورما لا برغر لا سماك لا كبّة مشوية مقلية مهبّل…”
الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة (مقاطعاً وواضعاً يديه فوق معدته): “ولك خلااااااااااااااص”.
الصحفي الأبله: “عفواً يا عم، هل أخطأت بأمر ما؟”.

الرجل النحيل ذو الذقن الشائبة والمحاجر المطفأة: “ولك بالصماية يا ابني، بالصرمية”.

انتهت المقابلة وخرج، كان بجانب مبنى الراديو حاوية صفراء، صفراء للغاية!!.

شارك

Share on facebook