“صمم الكأس بواسطة أبيل لافلور الذي صنعه من الذهب الخالص ذو قاعدة من الرخام الأبيض، وفي عام 1958 تم استبداله بقاعدة مصنوعة من اللازورد الأزرق، يبلغ ارتفاعه 35 سم، ووزنه 3.8 كيلو غرام وقد تم تصميم الكأس على تمثال مجنّح للإله: Nike)) وهو إله النصر عند اليونان يحمل على رأسه قدر ذهبي كرمز لتتويج الفريق المنتصر بالبطولة”.
لكن فعلاً، لماذا كرة القدم؟!.
وبعد قليل من التفكير، سوف ينتاب الكثيرون مثل هذه الأسئلة: ما كل هذا السحر؟، كيف لكرة مطّاطية أن تُلزم ملايين العيون حول العالم بمتابعها؟، كيف تتوحّد البشريّة بلعبة وتختلف بالإنسان؟!!؛ نعم؛ وببساطة شديدة لأنها: (لُعبة)، ولعبة مُحكمة ببراعة.
منذ القِدم، وعلى مرّ العصور، كانت الرياضة ثاني أكثر الأوراق نجاعة في السياسة؛ لأن الأوّل هو الدين. والتي تُقدِم للمجتمعات شيئاً من رفاهية المُشاهدة، فمن الرومان وأسودهم وحلبات الدماء، إلى الاسبان وثيرانهم وأناقة القتل، حتى الكرة الآسرة.
دعونا نقارن بين الكرتين: الكبيرة والصغيرة، وليس عبثاً أن تحكم الصغيرة الكبيرة، أن تقوم الثانية المطّاطيّة بحكم الأولى الصخرية، وتشرئبّ الأعناق إليها. هو التفكير الجمعي للبشرية وسوقها بعصا المُتعة نحو أهداف غامضة، وكأنها إبرة مُخدِّر كبيرة على قياس الشعوب، وأخذها بذكاء مدروس نحو الغرق البطيء، نعم، هذا ما يريده النظام العالمي، وما الفيفا إلى أداة ذكية من أدواته.
وإن سألنا أنفسنا بصوتٍ عالٍ: لنتخيّل كل المليارات التي صُرفت، ومنذ المونديال الأول في الأوروغواي ما بين 13 وحتى 30 يوليو من العام 1930، وصولاً إلى مونديال قطر 2022، لو أن تلك الأموال كانت لأجل رفد الطبيعة والحياة والبشريّة؟. أكان في التعليم أم في الصحّة أو الصناعة، وربما البيئة التي تصرخ مُستنجدة… وغيرها، ألم يكن هذا أجدى؟!. أليست الطفولة أجدر بما لا يقاس بهذه الأموال؟.
وهناك أمر آخر أيضاً: لماذا الآن؟!.
لماذا الآن، وفي هذا التوقيت المدروس تُثار مسألة قوس قزح، وما يحمله من إشارات تصبّ في فرض قبول المثلية الجنسية؟، وفي هذا الوقت تحديداً والعالم في عرسه الكروي، وفي دولة إسلامية ذكوريّة مُتّهمة بدعم التزمّت الديني (الإخونجي). أنا بطبيعة الحال لا مشكلة لدي مع الحريّات الشخصيّة، طالما أنها لا تؤذي الآخرين، لكنني في المقابل أشمّ رائحة ضغط وإلزام وفرض رأي، وكما يسمّيها أخوتنا الفلسطينيين: (خاوا)، وعلى يدٍ توجعها وتؤزمها مثل هذه الطروحات.