قاربت الثمانين وما زال صوتي قويا، في الواقع أن الشعور في الدولة الوطنية هو شعور تماما عندما تحررنا من الاستعمار العثماني والفرنسي علما أن إرهاصات الشعور بالدولة الوطنية كان قبل ذلك بكثير والذي حرك الثوار باتجاره هذا التحرير هو هذا الشعور الوطني لكن هذا الشعور الوطني اهتز لتأثير التشكيلات الاجتماعية والقبلية والعائلية والطائفية والدينية فاهتزت مقومات هذا الشعور الوطني.
ثانيا : الذي هز مقومات هذا الشعور هو انعدام الديمقراطية، فالديمقراطية هي الماء الذي يغذي هذا الشعور الوطني فعندما غابت شمس الديمقراطية غابت قيم الهوية الوطنية واني أتمنى من المحاضرين أن يعددوا مقومات الهوية الوطنية لأن انعدام أي مقوم من هذه المقومات هو الذي سيهز هذه الهوية الوطنية ويغيبها عن الواقع وهذا الذي جرى منذ وقت طويل لم يعرف الناس بنفس الديمقراطية ولكن أدعي بأنني وطني وكانت الوطنية السورية وطنا ظاهرا يعتز الواحد منا بوطنه ولكن هذا الاعتزاز عندما تسافر خارج البلاد سواء عن قصد أو غير قصد وسواء مجبر أو غير مجبر يحاول أن يتنكر بهويته السورية لأن هذه الهوية فقدت مضمونها في المحيط الخارجي.
ثالثا: الهوية الوطنية لا تنفرد عن الهوية القومية فعندما ثار سلطان باشا والثوار ضد وجود الاحتلال الفرنسي كان في ذهنهم ثورة عبد القادر الجزائري وعمر المختار اللذين كانا سمات نور هيئت ودفعت الثوار ليحققوا هذا الاستقلال.
رابعا: الحرية موجودة في الدستور، والدساتير الموجودة في سوريا منذ ولادة الاستقلال تنص على مفهوم الشعور بالوطنية لكن تحتاج للقضاء والسلطة القضائية في الدفاع عن مقومات الشعور الوطني هو الذي أصابنا ما أصابنا وأشعرنا الآن بأننا مهزومون وأشعرنا بالخمول وبالتالي لا نشعر بأننا وطنيون بشكل صحيح.