صباح الخير للجميع وبشكر القائمين على هذا اللقاء الجميل والمتنوع والمتناغم، وبما قدمه الأخوة المحاضرون كان جميلا ومتنوعا وأريد أن أقول نتعلم من بعض وما زلنا بحاجة لنتعلم من بعض، لذلك بعيداً عن الأيديولوجيات السياسية، أريد أن أقول: مفهوم الهوية مفهوم معقد ومتشابك وليس مستقلا في ذاته وهو مرتبط بمفاهيم لا غنى له عنها، مفهوم الهوية مفهوم متحول ومتحرك وتختلف تعريفاته باختلاف المرجعيات الفلسفية أو علم الإجتماع أو علم التاريخ أو علم السياسة أو علم الدولة، لذلك لنصل إلى ما هو متفق عليه تماما في تعريف الهوية الوطنية والتي هي نتاج تعريفات تاريخية متعددة للهويات بدءا من الهوية الشخصية انتهاءً بما يسمى الآن أو ما نسعى لبنائه والحصول عليه وهو الهوية الوطنية ، انا أقول في مداخلات الأخوة مشكورين لم يكن لدينا هوية وطنية حتى هذا التاريخ لأن الهوية الوطنية مرتبطة بمجموعة مفاهيم ومتشابكة معها ولا يمكن الاستغناء عنها ، فمفهوم الهوية الوطنية مرتبط بالديمقراطية ، أين نحن الآن من الديمقراطية ؟ ، مفهوم الهوية الوطنية مرتبط بالمجتمع ومؤسساته المدنية ، أين هذه المؤسسات في مجتمعنا ؟ مفهوم الهوية الوطنية مرتبط بالمبادئ الأساسية لحقوق الانسان، أين نحن الآن من مبادئ حقوق الانسان؟، مفهوم الهوية الوطنية مرتبط بسيادة القانون، أين نحن الآن من سيادة القانون؟ الهوية الوطنية مرتبطة بمفاهيم لا غنى عنها، كالشعب والأمة والقومية. اذن لا وجود لهوية وطنية مع الاستبداد في أي زمان أو مكان كان، الهوية الوطنية هي قضية إعلاء لكل المفاهيم والقيم الأخلاقية ذات الطابع الانساني فهي المظلة التي نحتمي جميعا تحت ظلالها إن كنا دروز أو شيعة أو علويون أو مسيحيون أو عرب أو كرد أو آشوريون ، فلنعمل جميعا من أجل تأسيس هوية وطنية تنقذ سوريا والشعب السوري وتجربتنا في المئة سنة السابقة، لم يخجل سلطان باشا الاطرش ورفقاؤه بأنهم خاطبوا الوطنيين السوريين: أيها السوريون العرب والأكراد والمسيحون والمسلمون إلى الجهاد من أجل إبعاد الاستعمار الفرنسي عن سوريا، العباءة الوحيدة والمظلة الأساسية التي نتظلل بها دون غياب هوياتنا الأخرى هي الهوية الوطنية.