التقط المصور التركي محمد أصلان صورة عاطفية لأب يلعب مع ابنه البالغ من العمر خمس سنوات في يناير 2021. وسرعان ما أثارت الصورة ضجة دولية وغيرت بشكل كبير حياة الشخصين وعائلتهما.
فقد منذر النزال، الرجل في الصورة، ساقه اليمنى عندما سقطت قنبلة أثناء سيره في أحد الأسواق في سوريا عام 2014. وولد ابنه مصطفى بدون أطراف بسبب اضطراب سببه الدواء الذي اضطرت والدته زينب إلى تناوله بعد إصابتها بمرض نتيجة استنشاقها غاز السارين أثناء الصراع في البلاد.
وسرعان ما تصدر مصطفى ووالده عناوين الصحف في إيطاليا، مما دفع منظمي حفل توزيع جوائز سيينا إلى بدء حملة للحصول على العلاج والأطراف الصناعية لكليهما. وحتى الآن، تلقت حملة جمع التبرعات تبرعات بقيمة 144,000 جنيه إسترليني.
الآن عائلة منذر تبدأ حياة جديدة في إيطاليا. عندما التقطت الصورة، كانوا في مخيم للاجئين في تركيا بالقرب من الحدود السورية. كان مصطفى ووالده بحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة وأطراف اصطناعية لم تكن متوفرة في تركيا.
في يناير/كانون الثاني، وصل منذر ومصطفى، مع والدة الأخير وشقيقتيه الصغيرتين، البالغة إحداهما من العمر عامين والأخرى أربعة أعوام، إلى مطار ليوناردو دافنشي في فيوميتشينو، بالقرب من روما. وقد تلقى الأب وابنه مساعدة طبية من مركز فيغورسو دي بودريو للأطراف الاصطناعية في بولونيا.
وشكر منظمو حفل توزيع جوائز سيينا جميع الذين تبرعوا للحملة وأعلنوا: “إن حلم إعطاء حياة أفضل لمصطفى الصغير ووالده منذر يتجاوز كل خيال. إن بطلي الصورة اللذين ضربا العالم بأسره وجعلا قلوب الآلاف من الناس تنبض، هما الآن في إيطاليا”.
وشعر الناس بتأثير الصورة على نطاق واسع، حتى أن المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة والممثلة أنجلينا جولي شاركت الصورة على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
يبدأ الآن طريق الشفاء لمنذر وطريق أطول لمصطفى، الذي يتعلم العيش بأطراف اصطناعية. وعلى الرغم من التحديات المقبلة إلا أن الأب والابن يحظيان بلا شك بدعم الجالية الإيطالية وراءهما.