دائماً في أمل.. حين وصلت رسالة الرز تهللت أساريري.. كنت قد استنفذت آخر شيء يؤكل في منزلي.. بعد قليل.. وصلتني رسالة السكر.. فقلت في سرّي:
– لابدّ أنّ هذه الليلة ستكون ليلة القدر
اتصلت بصديقي وطلبت منه عشرة آلاف ليرة ديناً..
– والله ما بعرف شو بدي قلك.. معي ٨٠٠٠ بس ممكن إستغنيلك عنن، بكرا نازل راتبي عالصراف
– بيكون كثر خيرك.. إنت دائماً مفضل
– تكرم.. تعال خذهم
مضيت إليه تحدوني اللهفة.. استلمت النقود ، وشكرته.. وشكرت كوني من ذوي الدخل المحدود؛ فقد استيقظت صباحاً على قرار رفع الدعم عن كل شيء في الحياة بما فيها المواد التموينية.
مضيت إلى المؤسسة الاستهلاكية.. ووقفت في الطابور.. وعاهدت نفسي أن أتجمل بالصبر ولا أثور.. وعندما جاء دوري.. وقطعت لي الموظفة الحسناء البطاقة.. أعطيتها النقود بطلاقة.. فرنت إلي شزراً وقالت:
– ما هذا يا أستاذ.. أتدفع نصف المبلغ المستحق؟!!
فابتلعت دهشتي قائلاً:
– هذا ما أدفع دائمآ
– هل أنت تقيم في هذا الكوكب؟!! لقد رفعوا الدعم عن بطاقتك
استولى علي الذهول ورحت أفكر .. أنا لا أمتلك سيارة لا أكثر ولا أقل من ١٥٠٠ cc .. ولا حتى مجرد دراجة هوائية.. لست مستثمراً ولا تاجر.. لا أمتلك من العقار سوى غرفة تحت الدرج!! تحت أي ذريعة رفعوا الدعم عن بطاقتي؟!!
كنت أعرف أن هذا القرار عبارة عن سرقة موصوفة
لتنشيط قطاع السوق السوداء.. غير أنّني لم أتوقع أن يشمل الموتى جوعاً .
تمالكت نفسي وقلت الموظفة الحيزبون:
– هل يمكن أن تشتري مني المواد؛ بما أن البطاقة تمّ قطعها وانتهى الأمر ؟
– حسناً ، سأدفع إكراماً لخاطرك ٤٠٠٠ ليرة، مع أن بيتي يعج بالمواد التموينية
– فضلت على رأسي..
رددت ساخراً ومضيت أجترّ خيبتي وأفكر في طريقة أستطيع بها تأمين بقية الدين لصديقي..