إن كانت العبودية ثقافة قائمة بحد ذاتها، نمط حياة وتفكير؛ فإن الخيال المنفلت من عِقاله لا يعنيه كل هذا. في لوحتي: بحيرة الأمنيات تتجسد الرؤيا بالخيال الجامح، الخيال الباحث بكل حرية عن غدٍ أفضل، الواقع الجامد بمواجهة الفكر المتحرر. طيب كيف هذا؟.
إن كان الواقع مؤطراً ومكبلاً بالقوانين الناظمة حياتياً وأخلاقياً وحكومياً، أو حتى بمخترقيها، فإن الخيال لا يعترف بكل هذه النظم، الخيال يشرح أبعد من الزنزانة، يحلّق متفوقاً على السجان، يرتقي فوق مساحة الأرض الجامدة، كغيمة حرة تختار على هواها مكان الهطول.
بحيرة الأمنيات تقول شيئاً من هذا، هي لوحة رسمتها يدي بوحي من قصة ما، ربما راوغت حلمي في نوم قلِق، وربما اجتاحت يقظتي تحت شمسٍ من غبار. إن لم تمتلك اللوحة أو القصيدة قصة فلا يعوَّل عليها.
اللوحة كما هي موضحة في الصورة مقسومة إلى نصفين: النصف العلوي يتضح فيه عبد مطاطئ مُكبّل اليدين، يجلس أمامه على كرسي مرتفع ملك بزيه الأرجواني الفج.
في الجزء السفلي للوحة بحيرة تعكس أمنية كل منهما.
أمنية العبد بأن يصبح ملكاً
الماء ذاته يعكس أمنية الملك بأن يطال القمر.
حين كنت أرسمها كان بجانبي راديو تخرج منه الاغاني، فجأة صدح أثيره بأغنية امتلكتني بكلّيتي، كان محمد منير يطربنا ب: “لو بطلنا نحلم نموت”.