من كلمة “بلدي” في افتتاح “مؤتمر السويداء والأسئلة الوطنية”

اختلف السوريون في العشر سنوات الأخيرة على كل شيء تقريبا، بل أنهم صاروا يستغلون أصغر تفصيل ليجعلوا منه بابا للخلاف، وفي ظل كل هذه الخلافات والانقسامات، صاروا يتقسمون لجماعات، لم تكن هذه الجماعات تنتمي لتيارات أو أطر سياسية فحسب، بل إن بعضها اعتمد على العشيرة أو الدين أو الطائفة أو المذهب، وصار لدينا انتماءات ضيقة تغلب على الانتماء الوطني، وصارت العشيرة فوق الهوية الوطنية، وكذلك الطائفة والدين.

إننا نؤمن أن الهوية السورية، التي انصهرت لفترة طويلة بالهوية العربية، تعاني الآن من تصدع واختلاط في المفاهيم، ولكننا نؤمن كذلك أن الهوية الوطنية السورية غالبة على كل شيء، وهي محط التقاء عند كل الشعب السوري الواحد، الشعب الذي يحاول أن يعيد إرث أجداده بمقاومة كل محاولات محو الهوية السورية لصالح هويات دون وطنية، إننا نعلم أن الحضور اليوم مختلف، وغير متحالف سياسيا بمجمله، ولكن سمو الهوية السورية هو ما يجعل الناس تجلس على طاولة واحدة، ليس لتشكيل تحالف ما، بل لنسجل للتاريخ أن الهوية الوطنية تسمو على النزاعات وتستحق منا الدفاع عنها…. من هنا اسمحولي أن اشكر كل من سعى وعمل على رؤية هذه المبادرة للنور، شباب وصبايا بلدي، المثقفون والسياسيون والناشطون، وكل من تجاوب معنا، واسمحولي ايضا أن أعطي نفسي الحق بأن اقول، لقد اختلفنا كثيرا، واستخدمنا لغة تستفز الآخر كثيرا، ونحن اليوم لم نأتِ لأجل الخلاف، لكل منا ثوابته الخاصة، التي لا يجب أن يفرضها على الآخرين ولا أن يستفز الآخرين بها.

#السويداء_والأسئلة_الوطنية

شارك

Share on facebook