مداخلة المحامي أكرم جمال

أريد أن أقدم شكري للقائمين على هذا اللقاء الجميل ، الهوية بالنسبة لأي تجمع بشري ضمن نطاق جغرافي معين يتنازعها عدة تيارات لبناء الهوية التقليدية اما الطائفية او المناطقية واما الوطنية ، ضمن هذا المفهوم الحقيقي للهوية هناك اجماع خاصة في مجتمع السويداء على اختيار الهوية الوطنية، و برأيي أن اللذين ينادون بالهوية الطائفية للسويداء هو انتحار سياسي واقتصادي للمحافظة ، فالهوية الطائفية أو الدرزية هو مطلب و هدف اسرائيلي صهيوني بحت لان اسرائيل تقوم على أساس ديني ومن مصلحتها أن يكون في جغرافيا الدول المحيطة بها دول أو دويلات تقوم على أساس ديني أو طائفي وهذا يبرر لها قيامها ، إضافة الى أن الحيز الجغرافي للسويداء يفتقر لمقومات الدولة اقتصاديا وجغرافيا وسكانيا ، فالهوية الوطنية و التي أعتقد أن هناك اجماعٌ عليها يجب أن يعبر عنها وأن تحدد بدستور وهذا الدستور يجب أن يكون مقدسا ليس من السهولة تعديله أو تغيره لأنه يعبر عن ديمومة هذه الدولة ، ولذلك يجب أن يبنى الدستور على أساس متينه وأن تكون دولة مؤسسات ودولة قانون تقوم على المساواة والديمقراطية وعلى توزيع عادل للدخل وتداول السلطات ، الدولة بمفهومها الحديث هي أرقى تجمع بشري والدولة تقوم على اسس ومقومات وإذا الغيت احدى هذه الأسس أو أحد هذه المقومات أصبح للدولة مشاكل ، حيث أن الدولة بمفهومها الحديث والعصري تقوم على مبدأين : مبدأ فصل السلطات ومبدأ تعدد السلطات و أن تغول أي سلطة على سلطة أخرى سيؤدي حتما الى الاستبداد أو الفوضى.

شارك

Share on facebook