مداخلة الدكتور طارق الحجار

سأختصر قدر الامكان حرصا على الوقت طبعا انا مع الهوية السورية… ساتحدث عن الهويات دون الوطنية مثل الهويات الطائفية والعشائرية والهويات فوق الوطنية مثل الهويات القومية ، هذان المفهومان سببا خلل بنيوي في مفهوم الهوية الوطنية …

الحدث السوري منذ ال 2011 بعتقد انو نمط من الحروب الجديدة الذي يجري فيه الاستثمار في مفاهيم الهويات ما دون ،و فوق ،الوطنية ويهدف الى تفتيت الدولة الوطنية و اعادة تشكيلها من جديد..

البنى السياسية و الاجتماعية البديلة لم يجر العمل على بلورتها على نحو متكامل و تهيئتها للقيام بادوارها بشكل يتيح للأفراد تجاوز انتماءاتهم الأخرى لصالح الانتماء إلى مجتمع الدولة و الولاء له حيث تشكل المواطنة ،،ملح الوحدة ،، بين أفراد الدولة الوطنية ..

واستمرار حضور الهويات فوق ودون الوطنية و الولاء لها يشير الى ضعف حضور دولة المواطنة و التعددية و هي المنطق الأساسي لتنمية الولاءات الأخرى الضيقة أو الواسعة ، و كل ما فعلته أنها أنتجت نمطاً من مجتمع ابوي مستحدث ،حداثي في الشكل تقليدي في المضمون .و من الممكن أن يكون هذا العمل ممنهج جرى لإبقاء هذه الولاءات أو احياءها و استخدامها عبر ممارسات تتصل بمحاصصة معلنة أو غير معلنة للوظائف و المناصب و الأدوار على اساس طائفي أو عشائري تحت ذريعة التوازن المجتمعي ….

كل مواطن سوري يجب ان يشعر بانتمائه الوطني لسوريا ،و يعلم أن الهوية الوطنية لا تتعارض مع الهويات الاخرى لا بالتناقض ولا بالتضاد عربية كانت او تركمانية او شركسية او آشورية او كلدانية او دينية او طائفية فهي لا تلغيها بل تنحيها الى مرتبة اقل و تقيم معها علاقة تداخل ، والهوية الوطنية تسمو فوق كل الهويات.

الجغرافيا والتاريخ ….الحدود والاقليم ليس مفهوما مجردا وليست جغرافيا فقط ، هناك مكونات وجدانية اجتماعية و ثقافية تساهم في تحديد العلاقة بين الأفراد و البعد المكاني ، أنها شيء يعمل في مجال التفاعل الاجتماعي بين الأشخاص و ينتج التوحد النفسي مع المكان و ينشأ حب الوطن و الوطنية بناء على هذه الرابطة بين الأرض و المقيمين عليها تغدو جزء من الهوية ولها دور مركزي في تشكيل الفضاء العمومي ..

اكتفي بهذا القدر شكرا

شارك

Share on facebook