غسان الجباعي… وداعاً

أنا ذاك الذي تحمل الريح نعشه
أتيت من مملكة الصمت
والأمهات اللواتي فقدن الأمومة فجأة
فلبسن السواد فوق السواد
وجلسن على حاشية الموت
يزغردن للحداد
بلادي تنبض تحت جلد الأرض
بلاد كالبلاد ولكن
صار التراب ظلا لنا
وأزهارنا لم تفقد كرامتها بعد
الأطفال عندما يموتون باكرا
كي يكلموا حياتهم بين ضلوعنا
والعتمة عندنا
تسرق نجومها من أحداقنا
والمدن البيضاء
صارت فهارس للشهداء

وها نحن يا غسان نسرق كلماتك الفواحة برائحة الموت لننعيك بها في يوم منيتك، فلا أبلغ من كلام أديب ينعى به.

ببالغ الحزن والأسى تستهل سوريا شهر الثقافة السورية بكلمة وداع لأحد أبرز أعلامها، المخرج المسرحي والكاتب الدرامي: غسان الجباعي.

غسان الذي حاز جائزة المزرعة عام ٢٠١٥ عن روايته “قهوة الجنرال”، وكان له العديد من المؤلفات الأخرى آخرها رواية “قمل العانة” عام ٢٠٢٠، وافته المنية اليوم ونفذت سني عمره التي لم يعشها كاملة، بل سلخ تسعا منها في السجون السورية لانتمائه إلى حزب البعث الديمقراطي.

نسأل له الرحمة ولأهله وذويه الصبر والسلوان.

شارك

Share on facebook