رغدة حسن.. وداعاً

ماتت رغدة حسن وتركت قبل رحيلها هذا النص للسوريين، ننقله كما كتبته حرفياً..
( أحببت أن استرجع ذكرى منذ ٢٠١٦ سنوات ومازالت الأمور تتطور وتتفاقم )
ويا خوفي … ابقى حبك بالايام اللي الجاية ..
صباح الخير أيها المنفى ..
صباح الخير للشعب المحاصر في دوائر الموت ..
شاركت البارحة صورة لي في مدينة براغ ضمن فعاليات مهرجان حقوق الانسان العالمي 2016..
وكنت حاضرة باسمي واسم عائلتي فقط
وتم تكريمي عن فيلم يوثق سيرة حياتي وعائلتي ..
وهنا أريد أن أركز على ملاحظة هامة، بدأ تصوير هذا الفيلم في عام 2010 حيث كنت في المعتقل وكان نصيب عائلتي الضياع والملاحقة الأمنية، ولمن أرادوا الاصطياد كما جرت العادة .. “ولمن يتابع حركة التأريخ واليوميات سيدرك بأن عام ٢٠١٠ جاء قبل عام ٢٠١١ أي قبل بداية الثورة السورية “

لفتني كم التعليقات على صورة البارحة التي حاولت أن تنال مني أو تسيء لي ..

فيلم Syrian love story يوثق قصة سورية، التي هي سيرة جزء من حياتي، ولا يروج لأي اصطفاف سياسي، كما أنه لا يستغل الثورة والثوار ، ولم يركب على ظهر أحد، وكل جوائز التكريم التي حصدها كانت معنوية ولم يكن هناك أي جوائز مادية ومن يعملون في حقل الافلام الوثائقية يعرفون تماما ما أقول .. ” وحتى لو كان فيه جوائز معينة لا احد يمتلك الحق بالسؤال أو الغمز .. ”

ما يؤلمني هذا الكم الهائل من الكراهية بين السوريين، كراهية تصل في بعض الاماكن حد الحقد والأذى
كلما لمع نجم بيننا انهالت عليه الويلات من حملات تشويه وتشهير وأذى
كلما وصل كاتب/ة بذل روحه لينجز كتاب فبركوا له قصة ليسقط، او استغلوا خطأ بسيط ليطيحوا به إلى أسفل السافلين ..
كلما قال شاعر/ة صوت الحق .. انهالت عليه آلاف اللعنات
وكلما حاول مبدع أن يتقدم خطوة .. قطعوا عليه الطريق حين فشلوا في قطع ساقيه
بينما مئات الجرائم والانتهاكات ترتكب يوميا بحق الشعب السوري من كل الاطراف ..
ولم نسمع تلك الاصوات المتبجحة تندد بأي انتهاك !!!
لم ننجح في خلق مؤسسات تحتضن الحالة السورية ..
( الثقافية – الابداعية – الاجتماعية … )
لم ننجح في استقطاب أصدقاء وحلفاء لقضيتنا عبر 7 سنوات من الحرب
لكننا نجحنا في زراعة الكراهية ونصب الأفخاخ وقتل روح المبادرة .. ونجحنا باستحقاق الفشل في أغلب تحركاتنا، لتكون الهزيمة حليفتنا أينما اتجهنا
أغلبنا انكفأ لزاويته الخاصة يقتات الوحدة والانتظار … انتظار اللاشيء
ورغم حالة الانسحاب من اي ساحة .. هناك من يريد أن يثير الفتن والتشويه واشعال حرائق لا تنطفئ .. لنغرق أكثر في متاهة العجز
” قد يكون هذا آخر ما أقوله هنا”
أرجو لكم ثورات منتصرة في القادم من الأيام.

شارك

Share on facebook