أسامة هنيدي يكتب: تربية الحرية

ربما يتساءل أحدكم لماذا يبدو هذا العنوان ركيكاً منذ البدء فهل هناك من معنى مثلاً لذكر عبارة الحرية ولدى الكثيرين يكمن اعتراض آخر على العنوان وهي جملة تربية الحرية وسأحاول التوضيح في السطور التالية ما السر وراء الذهاب وراء عنوان أعده ومن البداية عنواناً ضرورياً بل وشرطاً لازماً للخروج من ظلامنا الذي أطلنا المكوث فيه … اقرأ المزيد

موفق مسعود يكتب: الولد المُشمِس

حدث هذا في ظهيرة ملبدة بالغيوم، فلقد سيطرت على المدينة منذ أسابيع رياح خفيفة لكنها جارحة كنصل شفرة من الجليد. وقفت مع الواقفين على الرصيف منتظراً مرور /سرفيس/ وسط المدينة، وأمعنتُ في طيّ جسدي ما أمكن داخل ثيابي كي أتحمل هذا الصقيع الناشف والذي يغطي المدينة كلحافٍ حليبيٍ سادر بلا حراك على جثةٍ هائلة بلا … اقرأ المزيد

ديمة قاسم تكتب: مواقف طريفة في حياة النجفي

أحمد الصافي النجفي شاعر عراقي من مواليد النجف ١٨٩٧م – ١٩٧٧ شاعر إشكاليّ، نافر عن محيطه، غريب في حياته و أطواره وحتى في شعره. يجسد شعر الصافي النجفي شكلاً من أشكال التجديد في الشعر المعاصر وإن كان لا ينتمي فعليا إلى حركة التجديد الشعرية التي عاصرها والتي تمثلت بظهور قصيدة التفعيلة/ الشعر الحر، وقصيدة النثر؛ … اقرأ المزيد

ربيع مرشد يكتب: المُنتظِرة

في حربٍ ما، في بلدٍ ما، في وطنٍ… يحدث هذا دائماً: وعدها بأن يعود هذه الليلة من المعركة، اليوم عيد زواجهما العاشر. استحمّت وبالغت، تعطّرت حتى أصبحت كحديقة تمشي حافية، ارتدت ما كان يهواه ويغويها، تركت لفافات الاسفنج غافية في ثنايا شعرها، حتى لا تفرده باكراً، فيخذلها. قالت في سرّها: “ربما يعيقه الطريق، لا مشكلة، … اقرأ المزيد

وليد شعيب يكتب: وليمة للنار

أتى فصل الشتاء القارس هذا العام على كلّ ما يُوقد، سائلاً كان أم يابساً، والعاصفة الثلجية تحكم الحصار منذ ثلاثة أيام، قضت على ما تبقّى من ذخائر ومؤن! باستثناء قليل من حبات البطاطا والبصل وبعض أرغفة خبز يابس!. العاصفة تشتدّ، والزمهرير يزداد هياجاً، وعُواء الريح يعلو، ولسعات البرد أصبحت أكثر إيلاما. وأمام النافذة، قبيل هبوط … اقرأ المزيد

موفق مسعود يكتب: عشاق الدرجة الخامسة

كان يحلم بها كما يحلم بالحرية. وكان يمكن لها أن تنفذ من العقاب ليلتها، وكان هو في قرارة نفسه يعي ذلك، ويفكر: لو أنها تنتبه لوقع قدميه على الدرجات البيتونية الضيقة تلك التي تؤدي إلى مدخل بيتها على السطح! لو تسمع أنفاسه المحتدمة والتي تتزاحم في منخريه، غاضبة ومزمجرة من هول الورطة التي وجد نفسه … اقرأ المزيد

هشام الجوهري يكتب: ثمة شيءٌ ضائع

“أنا أعمى ساعدوني ” استقبلتني العبارة عندما ولجت الشارع الرئيسي، كان وقعها كدوي مطرقة تكسر صمت الشارع تتهادى فيه أرجل المارة دون أن تزعج الإسفلت باحتكاك نعالها. أسرتني الكلمات المكتوبة بعبث على ورقةٍ مقّواه تعلو راسه الموشى بالشيب، التقيه دائما بينما يجلس على الرصيف المقابل لمبنى البلدية بثقل سنواته السبعين يتلمس كتبه يرفعها نحو الشمس … اقرأ المزيد

سَلَّام عزام يكتب: ربطةُ عُنق

المكانُ هادئ تفوحُ منه زنخة الضوء الرمادي، في أول بواكير الصباح ،والصمتُ يخيم على فضائه الضيق. الدوَّار في قلب الساحة، يصطفُّ عليه الوجومُ بعيون شاردة ، تتعلقُ بالقادمين وتستقبلُ حركة َ السيارات وتودعها . الوقت سيفٌ يقطِّع الآمال ، والشمسُ تطلُّ مستعجلة بين الأبنية ، تتعرف عليه ثم تدفئ المكان وتلهبُ قلبَه الذي تعوَّد الانتظار … اقرأ المزيد

ربيع مرشد يكتب: أصفر إشارة المرور

في الطريق نحو بيته الحقير – والذي كانت الفئران جائعة فيه – أخذ يحدّث نفسه: * “هل أخطأت؟، لا لم أفعل إلا ما أملاه ضميري علي”. “ليس صحيحاً!، لم يكن الضمير هو ما ردعني، وإنما الخوف، يعني لو لم أكن جباناً ورعديداً، لكانت الأمور بألف خير، كنت كالذئب بين قطيع من النعاج”، “لكن لماذا لا … اقرأ المزيد