هشام الجوهري يكتب: ثمة شيءٌ ضائع

“أنا أعمى ساعدوني ” استقبلتني العبارة عندما ولجت الشارع الرئيسي، كان وقعها كدوي مطرقة تكسر صمت الشارع تتهادى فيه أرجل المارة دون أن تزعج الإسفلت باحتكاك نعالها. أسرتني الكلمات المكتوبة بعبث على ورقةٍ مقّواه تعلو راسه الموشى بالشيب، التقيه دائما بينما يجلس على الرصيف المقابل لمبنى البلدية بثقل سنواته السبعين يتلمس كتبه يرفعها نحو الشمس … اقرأ المزيد

سَلَّام عزام يكتب: ربطةُ عُنق

المكانُ هادئ تفوحُ منه زنخة الضوء الرمادي، في أول بواكير الصباح ،والصمتُ يخيم على فضائه الضيق. الدوَّار في قلب الساحة، يصطفُّ عليه الوجومُ بعيون شاردة ، تتعلقُ بالقادمين وتستقبلُ حركة َ السيارات وتودعها . الوقت سيفٌ يقطِّع الآمال ، والشمسُ تطلُّ مستعجلة بين الأبنية ، تتعرف عليه ثم تدفئ المكان وتلهبُ قلبَه الذي تعوَّد الانتظار … اقرأ المزيد

ربيع مرشد يكتب: أصفر إشارة المرور

في الطريق نحو بيته الحقير – والذي كانت الفئران جائعة فيه – أخذ يحدّث نفسه: * “هل أخطأت؟، لا لم أفعل إلا ما أملاه ضميري علي”. “ليس صحيحاً!، لم يكن الضمير هو ما ردعني، وإنما الخوف، يعني لو لم أكن جباناً ورعديداً، لكانت الأمور بألف خير، كنت كالذئب بين قطيع من النعاج”، “لكن لماذا لا … اقرأ المزيد

هشام الجوهري يكتب: الغداء الثقيل

يا شيخنا, يا حامي النعمةَ في بيوتنا ,ويا واسطة الخير بيننا وبين الله, الامرُ لك ونحن من المطيعين… هل تريد شيئا قبل أن ننصرف؟ هكذا خاطب جمعٌ من رجالِ القرية شيخهم الجليل ,وبإشارةٍ من يده تشكرُ ولائهم, انصرفوا الرجال يتمتمون مناقب شيخهم وعقلهُ الراجح وحكمته الطاغية. جلسَ الشيخُ على الكرسي في شرفةِ بيتهِ المعزول عن … اقرأ المزيد

ربيع مرشد يكتب: بحيرة الأمنيات

إن كانت العبودية ثقافة قائمة بحد ذاتها، نمط حياة وتفكير؛ فإن الخيال المنفلت من عِقاله لا يعنيه كل هذا. في لوحتي: بحيرة الأمنيات تتجسد الرؤيا بالخيال الجامح، الخيال الباحث بكل حرية عن غدٍ أفضل، الواقع الجامد بمواجهة الفكر المتحرر. طيب كيف هذا؟. إن كان الواقع مؤطراً ومكبلاً بالقوانين الناظمة حياتياً وأخلاقياً وحكومياً، أو حتى بمخترقيها، … اقرأ المزيد

موفق مسعود يكتب: رسالة في الظهيرة

سأكتب اليوم رسالة مكثفةً وأقرأها لمن حولي، قبل أن أرسلها للنشر في إحدى الصحف، ولكن ثمة محرك ديزل تحت نافذتي يئّز بلا هوادة .. إنه لشاحنةِ نقلٍ كبيرة، مع أن الوقود ليس رخيصاً فإن المحرك يدور ويدور، بينما الشاحنة متوقفة، ربما صاحبها موظف في الدولة إذن، ويقوم بإحماء المحرك ، بينما أجلس خلف طاولتي أحاول … اقرأ المزيد

إعلان نتائج الدورة الأولى لمسابقة “أبجد”

استلمت اللجنة المكلفة بمتابعة المسابقة الأدبية نتائج التحكيم وتقييم الأساتذة المختصين بالنصوص المشاركة في المسابقة، و بعد الإطلاع على الآراء الفنية ومقترحات السادة أعضاء لجنة التحكيم السادة الأساتذة : ((رياض دويعر ، فرحان ريدان، جهاد عقيل ))   و استنادا لنتائج التحكيم نعلن عن نتائج المسابقة كما يلي : أ: في مجال القصة القصيرة((وقيمتها ٢٠٠ … اقرأ المزيد

موفق مسعود يكتب: حكاية الحلزون الكبير للحلزون الصغير قبل النوم

(قصة قصيرة لليافعين 14-16 / وفوق ال85 من العمر) تمطى الحلزون بجسده المخاطي ليحيط قوقعة الصغير الذي يخاف أصوات صرار الليل وحفيف الأفاعي على الأوراق الناشفة ، كان الصغير يمسك موبايله ويتفرج على فيديو لبطريق يصفع بطريقاً آخر بالخطأ … ضحك الصغير كثيراً حتى اهتزت قوقعته الطرية .. حينها نزع الأب الموبايل من يد الحلزون … اقرأ المزيد

موفق مسعود يكتب: يحدث في الفجر

ـــ ولكن …؟! اتسعت حدقتا أحمد في ظلام الغرفة الرطبة، وهو يحدق نحو الموت الذي تجسد أمامه على هيئة قبطانٍ قديم بجلبابٍ أسود. علقت الكلمات في الحنجرة مفسحة المجال للهواء الذي يدخل بارداً إلى رئتيه الصغيرتين ويخرج حارقاً . ابتسم القبطان وهرّت الكلمات من فمه كأنها قطع جليدٍ متكسر : هيا بنا .. ستكون رحلة … اقرأ المزيد